إعترافات قاتل إقتصادي ( الإغتيال الإقتصادي للأمم ) جون بيركنز




إعترافات قاتل إقتصادي 

الاغتيال الاقتصادي للأمم 

confessions of aeconomic hit man



تأليف : جون بيركنز 



هذا الكتاب الذي بيع منه ملايين النسخ في الولايات المتحدة هومذكرات شخصية لكاتبه يصف فيها وظيفته التي تلخص الاسلوب الجديد للإمبرالية الأمريكية في السيطرة على أمم العالم الثاالث .
كان الكاتب يعمل كبيراً للاقتصاديين في شركة مين الأمريكية العابرة للقارات. وكانت وظيفته الرسمية ' قاتلا اقتصاديا'، هكذا من غير تجميل، سوى أن الأحرف الأولى من مسمى الوظيفة هو المستخدم في وصف الوظيفة، أي (EHM) بدل (Economic Hit Man)، باللغة الإنكليزية. 

ويتحدث الكتاب عن الإمبريالية الحديثة التي ابتدعتها الولايات المتحدة. ويورد الكاتب أمثلة كثيرة مفصلة عما فعلته دولته، واشترك هو في ذلك في حدود وظيفته. من ذلك، مثلا، كيف استطاع ضابط الاستخبارات الأمريكية كيرمت روزفلت عام 1951 القضاء على محمد مصدق، رئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديمقراطيا، وتنصيب الشاه محمد رضا بهلوي، إمبراطورا مستبدا على إيران، لسبب واحد: أن مصدق أمّم نفط إيران، واضعا حدا لنهبه من قبل الإمبرياليين الغربيين. ويذكر أيضاً كيف اغتالت دولته الرئيس البنمي عمر توريجس، لإصراره على استعادة قناة بنما من السيطرة الأمريكية.
يصف الكاتب ثلاث مراحل تتبعها الولايات المتحدة: الأولى تبدأ بالقتلة الاقتصاديين، من أمثال الكاتب قبل صحوة ضميره، ومهمتهم إقناع زعماء الدول المستهدفة بأخذ قروض ضخمة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنوك الأمريكية لتمويل مشاريع مبالغ فيها. فإن قبلت الدولة العرض، أحكمت أمريكا قبضتها على خناقها لأنها لن تستطيع سداد ديونها. فإن فشل القتلة الاقتصاديون، جاء دور من أسماهم بالواويات، مهمتهم تصفية الزعيم العنيد، أو الانقلاب عليه، كما حدث مع عمر توريجُس ومن قبله محمد مصدق. فإذا فشلت الواويات، تحرك الجيش الأمريكي نفسه لاحتلال البلد، كما حدث مع صدام حسين في العراق، ومن قبل مع الرئيس نورييغا في بنما، التي دمرها الجيش الأمريكي بلا مبرر.


فيما يتعلق بغزو العراق، يقول الكاتب: ' نهايةُ صدّام، كنهاية نُورييغا في بنما، سوف تُغيِّر المعادلة. ... تساءل بعض النقاد عن سبب مهاجمة بوش للعراق بدل تركيز جميع مواردنا في ملاحقة القاعدة في أفغانستان. أيُمكن أن تكون وجهةُ نظر هذه الإدارة ـ هذه الأسرة النفطية ـ أنّ تأمينَ وارداتنا النفطية، وإيجادَ مبرراتٍ لعقود بناء، أهمُّ من محاربة الإرهاب؟' ثم يتساءل: ' كم من أبناء شعبنا يعرف مثلي أنّ صدام حسين كان سيبقى في الحكم لو أنه قبل الدور الذي قبله السعوديون؟ لكُنّا تقبّلنا صواريخه ومصانعه الكيماوية؛ لكُنّا بنيناها له، ولتولَّى جماعتُنا تحديثَها وصيانتَها. لكانت صفقةً حلوةَ المذاق جدا ـ كما كانت السعودية'.


قبل قراءتي للتفاصيل الواردة في الكتاب كنت أظن ظنا أن الولايات المتحدة تتآمر علينا. وحين قرأته، لم يتأكد ظني فحسب، بل ازددت علما بكيفية إدارة هذه الدولة لذلك التآمر، وبكيفية تحقيقها مصالحها الأنانية بعمل إجرامي منظم. لذلك أدعو من يشك بفكرة المؤامرة أن يقرأ هذا الكتاب، خاصة أن كاتبه أمريكي مارس عملية إيقاع شعوب العالم الثالث بالديون التي تلقي بها تحت أقدام الولايات المتحدة.


اضف تعليق

أحدث أقدم